…
__________________
وقال الشريف المرتضى (ت / ٤٣٦ هـ) في أماليه : ٢ / ٥٦ : «تكون (أَوْ) بمعنى (بل) ، كقوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) معناه : بل يزيدون. وأنشد الفراء :
بَدَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى |
|
وَصُورتِهَا أَوْ أَنْتِ فِي العَينِ أَمْلَحُ |
أي : بل أنت في العين أملح. وقال الرضي في : الكافية شرح الرضي : ٢ / ٣٤٣ : «و (أوْ) بمعنى (بل) كما يجيء في حروف العطف كما في قوله تعالى : (إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) ، أي : بل هم يزيدون». وقال يحيى بن الحسين بن القاسم (ت / ٢٩٨ هـ) في الأحكام في الحلال والحرام : ١ / ٢٣٤ عن الآية المذكورة : «فقال : (إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) فخرج لفظُها لفظَ شَكّ وإِنَّمَا معناها معنى إيجاب وخبر ، أرادَ : وأَرْسَلْنَاهُ إلى مئة ألف ويزيدون فقال : (أَوْ يَزِيدُونَ) فأثبتها وهو لا يريدها ، فعلى ذلك يخرج معنى قول الله سبحانه : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين) [سورة البقرة : ٢ / ١٨٤] يريد : وعلى الذين لا يطيقون الصيام مِمَّنْ كانِ ذا ضَعْف وهلاك مِنَ الأنام فديةٌ طعامُ مساكين». وفي المجموع للنووي : ١٣ / ٢٠٥ : «وقد جاءت (أَوْ) بمعنى (الواو) ، قال تعالى : (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) ، و (وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [سورة الإنسان : ٧٦ / ٢٤]».
والشعر الذي هو ديوان العرب فيه شواهدُ وردتْ فيها (أَو) والمرادُ بها الواوُ منها قولُ جرير :
جَاءَ الخِلافَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَراً |
|
كَمَا أَتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ |
كما في : ديوانه ، تحقيق نعمان أمين طه : ٤١٦ ، وشرح الديوان للصاوي : ٢٧٥ ، وأمالي المرتضى : ٢ / ٥٧ ، والأُزْهِيَة : ١١٤ ، وخِزَانة الأدب : ١١ / ٦٩ ، وشرح التصريح : ١ / ٢٨٣ ، وشرح شواهد المغني : ١ / ١٩٦ ، والجنى الداني : ٢٣٠ ، وشرح الأشموني : ١ / ١٧٨ ، وشرح ابن عقيل : ٢ / ٤٩٩ ، وشرح عمدة الحافظ : ٦٢٧ ، وشرح قطر الندى : ١٨٤. ومِثلُهُما أنشده أبو زيد الأنصاري لِتَويَهَ بنِ الحُمَيِّر شاهداً على مجيء (أَوْ) بمعنى (الواو) :
وَقَدْ زَعَمَتْ لَيلَى بَأَ نِّي فَاجِرٌ |
|
لِنَفْسِي تُقَاهَا أَوْ عَلَيْهَا فُجُورُهَا |
معناهُ وعليها. ديوانه : ٣٧ ، واستُشْهِدَ بالبيتِ على أَنَّ (أَوْ) بمعنى (الواو) في : تهذيب