يَكتُبُونَ) (١) بِإِسكانِ اللاَّم (٢).
٣ ـ بدل الظاهر من الضمير
قَرَأَ الحَسَن والثقفي : (تُخَيَّلُ) (٣) بِالتاءِ.
قَالَ أَبُو الفتح : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَولَهُ تَعَالَى : (أَنَّهَا تَسْعَى) بَدَلُ مِنَ الضَّمِير فِي (تُخَيَّل) وهو عَائِد عَلَى الحِبَالِ والعصي ، كقولكَ : إِخوتكَ يُعجبونَني أَحوالهم. فَأَحوالهم بَدَلٌ مِنَ الضَّميرِ العائدِ عَلَيْهِم بدل الاشتمال. ومنهُ قولُه تَعَالى : (جَنَّاتِ عَدْن مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الاَْبْوَابُ) (٤) فِيمَن جَعَلَ (الأَبُوابَ) بَدَلاً مِنْ الضَّميرِ فِي (مُفَتَّحَة) ، وهَذَا أَمْثَلُ مِنْ أَن يعتقد خلو (تُخَيَّلُ) مِنْ ضمير يَكُونُ مَا بَعْدَه بَدَلاً مِنْهُ ، لَكِنْ يُؤنَّثَ الفِعْل لِتَضَمُّنِ ما بَعَدَ أَنْ لفظ التأنيث ، كَقِرَاءةِ مَنْ قَرَأَ : (لاَ تَنْفَعُ نَفْسَا إيْمَانُها) (٥) ، لاَِ نَّهُ أَسهَلُ وأسرَعُ مِنْ إِتعابِ الإِعرابِ والتَّعَسّفِ بِهِ (٦) مِنْ باب ...
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٠ : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).
(٢) المحتسب : ٢ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.
(٣) من قوله تعالى من سورة طه : ٢٠ / ٦٦ : (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى).
(٤) سورة ص : ٣٨ / ٥٠.
(٥) من قوله تعالى من سورة الأَنعام : ٦ / ١٥٨ : (لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا) ، والقراءة المذكورة هي قراءة أَبي العالية. تنظر : ص : ٢١٣ والمحتسب : ١ / ٢٣٦.
(٦) قال الفرّاء : «ومن قرأ (تُخَيَّل) أو (تَخَيَّل) فإنّها في موضع نصب لاَِنَّ المعنى تتخيّل بالسعي لهم وتَخيّل كذلك ، فإذا ألقيتَ الباءَ نصبتَ ، كما تقولُ : أردتُ بأنْ أقومَ ومعناه أردتَ القيامَ ، فإذا ألقيتَ الباء نصبت. قال الله : (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَاد بِظُلْم نُذِقْهُ مِنْ عَذَاب