بَعدَ هذهِ الجولة الطويلة والرحلة الممتعة مع ابن جِنّي في (المحتسب) وتبويب المسائل النحوية فيه ، لا بدّ لنا من الخروج بنتائج من هذا البحث.
وسأذكر أَهمَّ النتائج بغايةِ الإيجاز.
١ ـ تَسَامَحُ بعضُ القرّاءِ في التلاوةِ فاستجازَ وضعَ مَرادفِ الكلمةِ القرآنية في موضعِ تلكَ الكلمة ، بلا رواية (١).
٢ ـ صلةُ القراءاتِ الشَّاذَّة بالعربيةِ موصولةٌ ، فَلَيستْ تُعْدم سَنَداً لَهَا مِن لغاتِ العربِ (٢) وأشعارِها (٣) وتخريجاتِ العلماءِ لَهَا (٤) ، انتزاعاً من روح اللغة وأَصولِها المقرّرة إلاّ في النادر جدّاً.
٣ ـ لَمْ يستطع أَبو الفتحِ تخريجَ كُلَّ القراءاتِ الشاذَّة بَلْ وَقَفَ عِنْدَ بَعْضِها وَقالَ عنهُ : إنّه ضعيف (٥) أو لغةٌ مرذولةُ (٦).
__________________
(١) انظر : المحتسب : ١ / ٢٩٦ و ٢ / ١٥ و ٣٣٦ و ٣٦٧.
(٢) المحتسب : ١ / ٧٤ و ٨٤ و ١٦٧ و ٣٣٤.
(٣) المحتسب زاخر بالشواهد الشعرية. انظر : مثلاً ١ / ١١٢ و ١٩٥ و ٢ / ٨٨ و ١٧٩.
(٤) كتاب المحتسب مخصّص لهذه الغاية.
(٥) انظر : الصفحات : ١٧٢ و ٢١٥ و ٢١٧ و ٤٥٩ والمحتسب : ١ / ٨٣ و ١٢٤ و ١٦٥ و ١٩٣ و ٢٠٦ و ٢٧٠ و ٢٧٢ و ٢ / ٤٢ و ٦٩ و ١٥٨ و ١٦٣ و ٢٦٦ و ٣٢٢ وغيرها.
(٦) المحتسب : ١ / ١٠٦.