اجل وهم كما قال الإمام امير المؤمنين (ع): ان الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم ولقد دخل موسى بن عمران ومعه اخوه هارون على فرعون عليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصيّ فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه ودوام عزّه فقال : ألا تعجبون من هذين يشترطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل ، فهلّا الذي عليهما اساورة من ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه ، واحتقارا للصوف ولبسه ، ولو أراد الله سبحانه بأنبيائه حيث بعثهم ان يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن العقيان ومغارس الجنان وان يحشر معهم طير السماء ووحوش الأرض لفعل ، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الأنباء ولما وجب للقابلين أجور المبتلين ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين» (١).
(قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) ٥٠.
تعريف جامع خاصر حاصر برب العالمين ، فان كان فرعون شيئا شملته ربوبية رب العالمين وهدايته ، وان لم يكن شيئا ، فما للّاشيء ان يعارض في الربوبية رب كل شيء؟.
ذلك إجمال من تفصيل الشعراء : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ. قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ... رَبُّكُمْ
__________________
ـ موسى استأذن لي على فرعون فلم يلتفت اليه فمكث بذلك ما شاء الله يسأله ان يستأذن له فلما اكثر عليه قال له : اما وجد ... فغضب موسى فضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب الا انفتح حتى نظر اليه فرعون وهو في مجلسه فقال : أدخلوه فدخل عليه ...
(١) البحار ١٣ : ١٤١ عن نهج البلاغة عن الامام علي أمير المؤمنين (ع).