كُنْ فَيَكُونُ).
ثم الشيء ان كان هو المادة الأولية للكون فإعطاء خلقه هو إيجاده لا من شيء ، وان كانت المواد الاخرى المتحولة عنها ، ثم كل عن الاخرى ، فإعطاء خلقه هو تحويره وتغييره ، فهو خلقه من شيء خلقه فبله ، فهناك شيء أول شيّأ سائر الأشياء منه على اختلاف ذراتها وجزئياتها وعناصرها.
ومن ثم «ثم هدى» تعني تراخي الهدى رتبيا عن الخلق وزمنيا على طول الخط ما دام الكون كائنا ، والهدى لزام الخلق عطاء وإلا فضلال يخالف حكمة الخلق (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (٣٦ : ٣٨) (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) (٧٨ : ٣).
فالهدى لزام الخلق بعده ، ومهما كان معه زمنا فانه بعده رتبيّا ، و «ثم» هنا تدل على التأخر رتبيّا او زمنيا ام فيهما ، فمن الهدى ما لا يصل إليها الخلق إلا بعد شروط تتطلب زمنا بعيدا ، ومنها ما هي له منذ خلق ، هدى اولى هي التي تخطو بالخلق إلى مراتب اخرى ، فكل خلق يعيش هدى تناسب حاله والهدف من خلقه ، وليس الضلال في كون او شرعة ام تطبيقها إلّا تخلّفا من النسناس الذين يعارضون شريعة الناس ويعرقلون السير على السالكين سبيل الهدى ، ثم الهدى هنا بعد الخلق تعم التسوية والتقدير كما في آيتي الأعلى ، وهي ككل تعم الهدى التكوينية في كل شيء ، وهي القوانين المحكّمة على كل شيء ، هندسيا وكيماويا وفيزيائيا اما هيه ، والغريزية في أصحابها ، ثم الفطرية والعقلية في العقلاء ، ومن ثم الهدى التشريعية لهم ، وعلى ضوءها تكوينية اخرى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) (٤٧ : ٢٧).
ثم و «ثم هدى» كما تعني هدى كلّ الى الكمال اللائق به الهادف له ، كذلك هدى كلّ الى الآخر تكميلا له او تكاملا به ف (ما تَرى فِي