هذه أقاويل اربعة عن مدة مكثهم في الأرض من ساعة الى بعض يوم عشية او ضحاها ، الى يوم والى عشر ، تقديرات هارفة خارفة دون اية حجة وبرهنة ، تجمعها القلة لمكثهم أمام الكثرة الأخيرة.
وانها الحماقة الكبرى ان يضحوا بالآخرة الطويلة الطويلة لهذه القلة القليلة ، الزهيدة التافهة الهزيلة.
وتراهم نسوا وغفلوا مدة مكثهم؟ وليست بمغفول عنها ولا منسية! ام ذهلوا لشدة الوقعة في الواقعة فما ذكروا إلا قليلا مقدرا لهم بمختلف تقديراتهم حسب مختلف أحوالهم واهوالهم ، والإنسان قد يذهل عن اظهر الأمور عند شديد الهول؟ وهذه واجهة!.
ام قابلوا طويل الآخرة بقليل الدنيا ببرزخها فقللوها بهذه وتلك؟ وهذه اخرى! ولماذا الأحرى بينها ـ على زيفها ـ (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) علها حيث اليوم ليل ونهار وقد كانت الحياة في البرزخ والاولى بين مظلمة ومشرقة «يوم لك ويوم عليك» اضافة الى قلتها نسبة الى الاخرى.
هذا إلا ان بين ساعة وعشر ليال بون ٢٤٠ / ١ فأين الواحدة من مئات؟ الا ان ذلك ليس من البعيد لهؤلاء البعاد عن الحق ، ام ان «عشرا» هي عشر ساعات ، فظنونهم كلها لا تعدو يوما او بعض يوم! فهم يحدسون عما قضوا على الأرض وقد تضاءلت الحياة الدنيا ببرزخها في حسبانهم ، وقصرت أيامها في مشاعرهم ، وهكذا تنزوي تلك الأعمار التي عاشوها وتنطوي ، وتتضاءل متاع الحياة وهمومها وتنمحي ، فيبدو كل هذه على طولها وطولها فترة وجيزة يحسبونها ساعة او يوما او بعض يوم!.
وقد تجمع هذه القيلات حول اللبثين في البرزخ والاولى ، على اختلافات في تقديرات ، ان الزمن في البرزخ اسرع منه عن الاولى ، حيث الزمان يتبع السرعة ، والبرزخ بما فيه الأبدان البرزخية أجرد من