يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً).
«لا يحيطون» بذاته وصفاته وأفعاله وبما يعلم «علما» أيا كان ، حيث الحيطة العلمية لزامها مسامات العالم ، والمعلوم ، له ماله وفيه ما فيه حتى يساويه فيساميه فيحيط به علما ، فلا رؤية لاي راء ببصر ام بصيرة (١) اما هيه ، إلا معرفة محدودة ممكنة بحق الممكن وكما قال أفضل العارفين وخاتم النبيين (صلّى الله عليه وآله وسلم) : «ما عرفناك حق معرفتك» ف «قد يئست عن استنباط الاحاطة به طوامح العقول وتحيرت الأوهام عن ذكر أزليته» (٢) فضلا عن الحيطة به «إذ هو تبارك وتعالى جعل على ابصار القلوب الغطاء فلا فهم يناله بالكيف ، ولا قلب يثبته بالحدود فلا تصفه إلّا كما وصف نفسه : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٩٤ في اصول الكافي بسند عن صفوان بن يحيى قال : سألني ابو قرة المحدث ان ادخله الى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فاستأذنته في ذلك فاذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله الى التوحيد فقال ابو قرة : انا روينا ان الله قسّم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية؟ فقال ابو الحسن (عليه السلام) فمن المبلغ عن الله الى الثقلين من الجن والانس (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) و (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) أليس محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ قال : بلى ـ قال : كيف يجيء رجل الى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم الى الله بأمر الله فيقول : لا تدركه الأبصار ... ثم يقول : انا رأيته بعينين وأحطت به علما وهو على صورة البشر اما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا ان يكون يأتي من عند الله بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ـ الى قوله : وقد قال الله (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة ، فال ابو قرة : فتكذب بالروايات؟ فقال ابو الحسن (عليه السلام) إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها وما اجمع المسلمون عليه انه لا يحاط به علما ولا تدركه الأبصار وليس كمثله شيء».
(٢). المصدر في كتاب التوحيد خطبة عن علي (عليه السلام) وفيها : قد يئست ...