تطبيقي للهدى بأفضل مصاديقها.
وترى كيف يهدّد آدم إذا عصى بأنه يشقى ، وإذا أطاع فلا يشقى ، وهنا يعده مرة اخرى (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) في هذه الحياة الارضية الشقاء؟.
علّه لان الشقاء المهدد بها تعم النشآت الثلاث روحية وبدنية ، وهي تجبر باتباع الهدى ، إلا بدنية في الاولى ، لا تحسب بشيء بجنب الرياحة الروحية برضوان من الله.
صحيح ان آدم اهبط من الجنة بما عصى ، ولكنه زوّد في الحياة الارضية بزاد التقوى التي تجعل له منها جنة المأوى ، اضافة الى حياته الحسنة في الدنيا ، والجنة التي يخلفها الإنسان بما سعى ، خير من جنة دخلها دون ان يسعى.
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (١٢٤) قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (١٢٥) قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١٢٦) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ
__________________
ـ مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ... وذلك ان الله يقول : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى).