وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى)(١٣٥)
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) ١٢٤.
«ذكري» هنا هو «هداي» هناك ، وكما الذكر درجات كذلك الاعراض عن الذكر دركات تجمعها (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) و «ذكري» بين آفاقي وأنفسي ، ومن أفضل الأول القرآن ورسول القرآن ويتلوه من يتلوه (١) والثاني فطري وعقلي ، وكل ذلك من مصاديق «ذكري» على اختلاف درجاتها.
وكيف (مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) وجاه (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) والصيغة الصالحة «من لم يتبع هداي»؟ عله لان هناك من لا يتبع هداه ولا يعرض عنها ، كالمستضعفين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، في قصور مطلق ام طرف من التقصير لا يؤخذ بعين الاعتبار.
وكذلك العصاة الذين هم مصيرهم الى الجنة ، إذ لم يعصوا الله اعراضا عن ذكره وهداه ، وانما غلبت عليهم شهوتهم وشقوتهم وأركسوا فيها دون اعراض ، فالصيغة الصالحة ـ إذا ـ كما هيه : (مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ..) والآيتان تتحدّثان عن كتلة الايمان الصائب والكفر الثاقب ، واما العوان بينهما فلا ذكر عنهم في آية الذكر والهدى.
__________________
(١) كفاية الخصام ٤٩٦ ـ ابو صالح عن ابن عباس في الآية قال تعني الذي ترك ولاية علي (عليه السلام) أعماه الله وأصمه ، أقول. وفيه روايات مستفيضة من طرق أصحابنا عن أئمتنا (عليهم السلام).