والأئمة «جعلهم الله؟؟؟؟ الأرض ان تميد بهم والحجة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى» (٤) والحجة البالغة على شيء عارف ـ بطبيعة الحال ـ ذلك الشيء ، فضلال علم العلماء وانقضاءه عند (ما تَحْتَ الثَّرى) يعني غير الحجة البالغة ، واختصاص علمه بالله هو حق العلم بما تحت الثرى كما الثرى وما فوقها.
وممن تحت الثرى سكنة سائر الأرضين ، والأنجم العامرة التي فيها مدن كمثل التي في الأرض (١).
والأحاديث الواردة في ترتيب الثرى بما قبلها مجهولة المعنى إلّا في تجهيل من سوى الله لما تحت الثرى.
ولنا ان نفتش عما تحت الثرى ، كما حصلنا لحد الآن على مواضيع منها ، وبقيت اخرى لمّا نصل إليها ، منها ما علّنا نصل إليها على ركب العلم روحيا وزمنيا مهما ضل عنها الأوّلون ، ومنها ما لن نصل إليها كما يشير إليها أئمة الهدى «عند ذلك ضل وانقضى علم العلماء ، وما يعلم تحت الثرى إلا الله».
وبعبارة اخرى وصيغة أحرى ، إن العلم الحق وحق العلم بكل ذلك ، كما حقّ القدرة والقدرة الحقة ، ان ذلك كله مخصوص بالله تعالى ، كما تلمح له «له ..» حيث يدل تقديم الظرف على الحصر ، ونحن لا نعلم ـ فيما نعلم منها ـ إلّا ظاهرا ضئيلا ، وجانبا قليلا (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)!
(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) ٧
__________________
(١) في البحار عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) قوله : ان لهذه النجوم التي في السماء مدائن كمثل التي في الأرض مربوطة بعمودين من نور طولها في السماء اثني عشر عاما.