لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم» (١).
وما الطفه تشبيها ان شبّه همود أجسامهم بعد حراكها بخمود النار بعد اشتعالها ، او النبات الحصيد المحرق بالنار ، الخامد بعد الاشتعال ، وهو ابلغ في وصفهم بالهلاك والبوار وانمحاء المعالم والآثار لاجتماع وصفي الحصد والإحراق ، و «خامدين» وصف لهم دون الحصيد ، فهم ـ إذا ـ حصيد وهم خامدون!.
فكما تختلى الزروع بالمنجل ، ثم تحرق بعد اليبوسة ، (جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ).
وصحيح ان «كم قصمنا» ـ (فَلَمَّا أَحَسُّوا) تعطفان الى ما مضى ، إلا ان لهما مصاديق مستقبلة من أصدقها زمن الدولة الاسلامية العالمية بقيادة الإمام القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤١٤ في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين (عليهما السلام) في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه : ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من اهل القرى قبلكم حيث قال : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) وانما عنى بالقرية أهلها حيث يقول : وانشأنا من بعدها قوما آخرين فقال عز وجل : فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون يعني يهربون ـ قال : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) ـ فلما أتاهم العذاب (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) وايم الله ...
(٢) نور الثقلين ٣ : ٤١٤ الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل : فلما أحسوا بأسنا ـ الى ـ «تسألون» قال : إذا قام القائم وبعث الى بني امية بالشام هربوا الى الروم فتقول لهم الروم لا ندخلكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم اصحاب القائم طلبوا الامان والصلح فيقول اصحاب القائم : لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا فيدفعونهم إليهم فذلك ـ