(لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) ١٧.
فالقصد من اللعب ـ وهو امر منتظم لفائدة خيالية لا واقع لها ـ القصد منه هو اللهو وهو الالتهاء عما يحق وله واقع صالح ، وهو الاستيناس عما يزعج ، وذلك حرام في الشرعة الإلهية ككل (١).
ف «لو» على فرض المحال (أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) لعبا وباطلا ، لم نحتج ان نتخذه في الخلق ، حيث الخلق محتاجون إلينا ، ولسنا بحاجة الى الخلق في لهو وسواه ، ف (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) في نفس الذات ، لا من لدن خلقنا ، اكتفاء بالأقل باطلا (إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) لهوا وباطلا.
فالقائد اللاهي ان امكنه اتخاذه من لدنه ، لا يتخذه من شعبه مخافة العار والدمار ، بل يتخذه من لدنه ، فضلا عن الله الحكيم الغني العليم ، غير المحتاج ان يلعب او يتخذ لهوا من لدنه فضلا عن خلقه ، (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) فإنهم بنكرانهم يوم الجزاء يبطلون الشرعة الإلهية ابطالا لخلق الكون اجمع ، وان الله اتخذ لهوا من خلقه.
فلسنا نعمل باطلا من لعب ولهوايا كان وأيان :
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) ١٨.
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (٣٤ : ٤٨) قذفا مطلقا
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤١٥ في الكافي بسند عن عبد الأعلى قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الغنا وقلت : انهم يزعمون ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رخص في ان يقال : جئناكم جئناكم جيئونا جيئونا فقال : كذبوا ان الله عز وجل يقول : وما خلقنا السماء والأرض ...