ومنه (عَلَى الْباطِلِ) فالمحور للقذف الرباني قذف بالحق تكوينا وتشريعا وجزاء بالعدل وفاقا ، فإذا عارضه باطل قذف به على الباطل ، دمغا له (فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) ودمجا لمنظومة الحق «ولكم» الناكرين ليوم الدين «الويل» كل الويل «مما تصفون» الله خلاف وصفه ، ام شرعة الله خلاف وصفها.
ولان حقيقة القذف هي للأشياء الثقيلة التي يرجم بها على الخفيفة ، والحق ثقيل في ميزان الله والواقع ، فقذفه على الباطل يرضّ ما صكّه ويدمغ ما مسّه ، إصابة دماغ الباطل فإهلاكا عن بكرته ، حيث الدماغ هو أهلك مقتل.
فالحق ـ إذا ـ قذيفة في يد القدرة الإلهية ـ على طول الخط ـ يقذف بها على الباطل فيشق دماغه ، وهكذا مجيء الحق وزهوق الباطل ، هنا حجة بالغة في صراع ، وفي الأخرى تماما دون إبقاء ف «ليس من باطل يقوم بإزاء حق إلا غلب الحق الباطل» (١) و «ما من أحد الا وقد يرد عليه الحق حتى يصدع قلبه قبله ام تركه» (٢) ، فان لله الحجة البالغة.
ذلك! طالما يبدو الباطل أحيانا منتفشا فاشيا فاحشا كأنه غالب ، ويبدو فيها الحق منزويا خاويا كأنه مغلوب ، ولكنها ما هي إلا أياما قلائل إملاء لأهله. واملالا ، ليزداد وإثما ولهم العذاب اليم.
فإذا وصل الباطل حينا الى قمة الزهو والإضلال فهنالك دمغ بالحق
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤١٦ في محاسن البرقي بسند عن أبي عبد الله (عليه السلام) : .... وذلك قول الله : بل نقذف ...
(٢) المصدر عنه (عليه السلام) يا أيوب ما من احد .... وذلك ان الله يقول في كتابه : «بل نقذف ...».