دون إمهال ف (كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً ..) والى ان تؤسس الدولة الاسلامية الكبرى بقيام القائم بالعدل المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وخسر هنا لك المبطلون : «إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد» (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (٢١ : ١٠٥).
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) ١٩.
وإذا كان له من فيهما فباحرى له ما فيهما ، و «له» تعني انحصار الملك والملك الحقين الدائبين فيه ، وانحسارهما عمن سواه.
(وَمَنْ عِنْدَهُ) هم المقربون إليه معرفيا وعباديا دون قرب زماني ولا مكاني (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) بل يستحصرون فيها (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) عيّا وكلالا.
(إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) وهذه العندية لا تختص بالملائكة ، فأحرى منهم فيها الرسل الكرام ولا سيما اولوا العزم منهم ، وامامهم العظيم اقرب المقربين عند الله وأسبق السابقين واوّل العابدين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم المحمديون من عترته الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.
وتلك السلطة المطلقة المستغرقة لكل كائن ، تحيل اي تفلت عن ارادته ، واي تلفت عن مشيئتة في أية نشأة من النشآت ، (فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) (٥٣ : ٢٥).
ولماذا المقربون هنا يختصون بالذكر؟ لأنهم نبراس العبودية والخنوع لمن سواهم ، حيث ينيرون الدرب عليهم ، فهم الأدلاء الى الله ، المكرمون عند الله.