فريق من المشركين يعبدونهم قائلين : (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى).
فتزييفا لهذه المزعمة الخاطئة يحصر شفاعتهم لمن ارتضى الله دينه ، دون المشركين بالله ، المتخذين عباد الله المكرمين أبناءه سبحانه ، فغير الموحد لا تناله شفاعتهم لو شفعوا لهم ولن يشفعوا ف (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) و (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ).
فالموحّد مرضي عند الله كأصل وضابطة في قبول الشفاعة على شروطها المسرودة في الذكر الحكيم ، دون الملحد والمشرك والمنافق والمكذب بآيات ربه ف (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) (٤ : ٤٨).
والشفاعة هي آخر المطاف لمرتكبي الخطيئة ، ومرتكبي الضلالة إن ظلوا على توحيد الله ، دون ان يضلوا عنه ، فليست إذا الا لمرتكبي الكبيرة التي بقيت حتى القيامة غير مكفّرة بتوبة في الاولى ، ام بعذاب في البرزخ ام في جحيم القيامة ، فمنهم من هم يخرجون من النار قبل توفية العذاب ، بالشفاعة ، وقد تلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية فقال : إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣١٧ ـ اخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) تلا قول الله : ولا يشفعون ... فقال : .... وفي نور الثقلين ٣ : ٤٢٣ في عيون الاخبار باسناده الى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنين (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا انا له الله شفاعتي ثم قال (صلّى الله عليه وآله وسلم) انما شفاعتي لأهل الكبائر من امتي فاما المحسنون فما عليهم من سبيل قال الحسين بن خالد ـ