بينها لعلكم تهتدون ، وبأحرى منها الرواسي القيادية الروحية ، الراسية في اعماق ارض الحياة الإنسانية ، عن ان تميد بكم من ضربات ورجفات ، وهم الرعيل الأعلى الرساليين ، ثم الفجاج السبل هم العلماء الربانيون ، الوسطاء بينهم وبين الناس.
(وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) عن التساقط من علياها الى دنياها ، إذ (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (٢٢ : ٦٥) ومحفوظا عن تسمّع الجن الى الملإ الأعلى : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ. دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ. إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) (٣٧ : ١٠) (وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ. إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) (١٥ : ١٨).
(وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) : ـ (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠ : ١٠١) فهم يعرضون عن آياتها كونية وشرعية.
ومن السماء السقف المحفوظ بآياتها ، سماء الوحي بآياته ، إذ لا تدخّل فيها من الشياطين وسواهم من المتسمّعين.
فالسقف ما يظل الإنسان من عل والسماء هي أعلى السقوف ، ولكنها خلاف سائر السقوف فانها دون عمد مرئية ، وكذلك سماء الرسالات غير مرئية العمد ، وهي أعمدة الوحي ورباطاته الإلهية محفوظة عن كل انفراج وانهدام وتشعث واسترمام ، كما هي محفوظة من مسارق السمع ، محصنة بمقاذف الشهب.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ٣٣.