مما كان كما يروى «لما نعى جبريل للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) نفسه قال : يا رب فمن لأمتي؟ فنزلت (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ...)(١).
وبذلك تستأصل منية الخلود حتى عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) مهما هرف فيه هارف وخرف خارف رغم نص القرآن (٢).
ولمحة ثانية تستأصل أمنيات المشركين (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) (٥١ : ٣٠) إذ كانوا يتربصون به الموت فيتخلصوا منه وكأنهم بعده باقون (٣)(أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ)؟ كلا إلا متعة الحياة عاجلا او آجلا
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣١٨ ـ اخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال لما نعى ...
(٢ ، ٣) المصدر ـ اخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال لما قبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان ابو بكر في ناحية المدينة فجاء فدخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو مسجى فوضع فاه على جبين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وجعل يقبله ويبكي ويقول بابي وامي طبت حيا وميتا فلما خرج مر بعمر بن الخطاب وهو يقول : ما مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين وحتى يخزي الله المنافقين ، قال وكانوا قدر استبشروا بموت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فرفعوا رؤسهم فقال ايها الرجل اربع على نفسك فان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد مات الم تسمع الله يقول : انك ميت وانهم ميتون ، وقال : وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ، قال : ثم أتى المنبر فصعده فحمد الله واثنى عليه ثم قال : ايها الناس ان كان محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلهكم الذي تعبدون فان محمدا قد مات ، وان كان إلهكم الذي في السماء لم يمت ثم تلا : وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل انقلبتم على أعقبكم ... ثم نزل واستبشر المسلمون بذلك واشتد فرحهم وأخذت المنافقين الكآبة قال عبد الله بن عمر : فو الذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا اغطية فكشفت ...
أقول وابشر بأدب الخليفة عمر كيف يقول متغيظا «ان كان محمد إلهكم» ثم ابشر بمعرفته بالله كيف يمكّنه في السماء!.
أقول وابشر بأدب الخليفة عمر كيف يقول متغيظا «ان كان محمد إلهكم» ثم ابشر بمعرفته بالله كيف يمكّنه في السماء!.