(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ٣٨.
وترى ما هي الرباط بين صدق الوعد ومتاه وهم يرددون هذه القولة أمام الداعية كأنهم بذلك هم الغالبون!.
و (هذَا الْوَعْدُ) قد يعم عاجله وآجله في عاجل الحياة وآجلها ، وعلى أية حال فهو وعد مجهول الأمد ، معلوم البدد.
(لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ٣٩ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) ٤٠.
«لو» قد تعني هنا استحالة علمهم بالزمن المحدد للوعد ، فالجواب مقدر ، لو يعلمون لكان شأنهم غير شأنهم المستهزء الشائن ، ام تعني تمني علمهم عرضا لحالهم الظاهر من قالهم ، و «حين» على الوجهين مفعول «يعلم» فلو يعلمون وقد ناشتهم النار من وجوههم وظهورهم ، في هذه المباغتة لوعدهم ، حيث تلقفهم النار وهم يلعبون : (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (٧ : ٩٨).
وانها مباغتة تشل الارادة وتذهل العقول ، فلا هم يكفون عن وجوههم النار او عن ظهورهم ولا هم ينصرون في ذلك الكف ، إذا فتبهتهم النار التي أحاطت بهم سرادقها (فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها) بقوة ذاتية ام نصرة (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) تأجيلا وقد كانوا بها يستعجلون.
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ٤١.
تسلية لخاطر الرسول الأقدس (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن لست بدعا من الرسل في هزئك (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) ثم باغتهم