حاكية عن الحال على أية حال وهي درجات.
وترى من قالها بقلبه ولمّا تظهر على لسانه دونما ضنّة ولا استكبار ، هل هو من أهلها؟ اجلّ! وانها اجلّ من قالها باللسان لأنها حكاية عما في الجنان ، وهو محطة الإيمان ، فلو عكس الأمر ، قالا باللسان دون الجنان فلا ايمان ، مهما قبلت كظاهر الإسلام!
هذا ـ ولكن الذي يعتقدها ثم لا يبرزها بلسانه ، كيف يعرف ايمانه في كتلة الإيمان؟ وحتى إذا عرف فما باله لا يبرزها باللسان وهو شعار الايمان وشعور بالايمان! (١) اللهم (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) (١٦ : ١٠٦) وطبعا فيما إن كانت البقية على نفسه أنفس من ظاهرة الإيمان.
ثم بعد اسمي الذات ، الأسماء الثلاثة لصفات الذات : الحي العليم القدير ، ومن ثم سائر التسعة والتسعين هي أسماء صفات الفعل ، وكلها حسنى.
فاختلاق اسماء الله في أيّ من هذا المثلث إلحاد في أسمائه ، كما اختلاق رسالة ليست من الله إلحاد في أسماءه.
(وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ٩ إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) ١٠
(وَهَلْ أَتاكَ؟) ومتى أتاه ومن أين وهو أمي «وما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان» (٤٢ : ٥٣) إلّا ان يأتيه بالوحي ، وقد ذكرت القصة في القصص بتفصيل اكثر مما هنا ، وهي بطبيعة الحال مؤخرة عن «طه»
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٢ : ١٠ ـ ان عمر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من قام في السوق فقال : لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير «كتب له الله الف الف حسنة ومحا عنه الف الف سيئة وبنى له بيتا في الجنة.