رجعته هذه من النار نورا (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ) ـ (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) وعلى هامشه القبس الجذوة لعلكم تصطلون ، (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) لعلكم تهتدون.
هنا موسى ـ وهو بمنصرفه من مدين الى مصر ومعه اهله ـ يأنس من جانب الطور نارا ، وذلك ـ بطبيعة الحال ـ استئناس شخصي لموسى دون اهله ، وإلّا فلما ذا (إِذْ رَأى ناراً) دون اهله؟ ولو كانت اهله ترى ما يرى فلما ذا «قال (لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُناراً) دون «ألا تستأنسوا نارا» وقد أكد شخصية الرؤية ب «إني» ثم (لَعَلِّي آتِيكُمْ) دون «تعالوا معي الى النار» مما يؤكد ان رؤية النار وأنسها كانت له دونهم ، فقد يطمئن انه تفرس من النار نورا ، فان كانت نارا ف (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ) ـ (أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) وان كانت نورا (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) دون «نجد» إذا فهي في الأصل هدى شخصية ، مهما كانت على هامشها هدى الطريق لأهله (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ).
وترى أكانت معه زوجته فقط لمكان «اهله»؟ اهله هنا هم جماعة ، منهم زوجته لمكان «امكثوا ـ تصطلون»! وقد تركهم بعد هذه القالة المردّدة ثم لا خبر عنم حتى نهاية الرسالة.
وان قصص موسى هي اكثر القصص المقصوصة في الذكر الحكيم ، محلّقة على الحياة الولادية والرسالية الموسوية في بنودها الأصيلة ، التي تمت بصلة في الدعوة الرسالية وما تبنّاها او تبنّته من موادها.
وهي تعرض بمختلف المسارح المناسبة في سور عدّة كما تناسب جوّ السورة ، وهنا في «طه» يسبقها مطلع يشفّ عن رحمته تعالى ورعايته لمن يصطفيهم لحمل أعباء الرسالة ، وبلاغ الدعوة ، طمئنة وذكرى لخاطر الرسول الأقدس (ص) القريح الجريح من أذى المشركين ولظاهم وكما هي