الْمُقَدَّسِ طُوىً) ١٢.
وأخيرا أتاها (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى) أمن النار ام من الشجرة الطالعة منه النار ، تقص لنا القصص انها من الشجرة المنوّرة المباركة : (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٣٠) وطبعا من النور المتطلعة عليها (إِذْ رَأى ناراً ..).
أو كان هناك في الشجرة ام نارها النور تجل من الله ، حتى نودي موسى منها (يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ)؟ حتى يهرف هارف ويخرف خارف (إِنِّي أَنَا اللهُ) قائلا :
روا باشد «انا الحق» از درختي |
|
چرا نبود روا از نيكبختي! : |
إذا جاز لشجرة ان تقول : اني انا الله ، فلما ذا لم يجز من سعيد مثلي : منصور الحلاج ـ ام با يزيد البسطامي ـ أن أقول : انا الله ، حيث تجلى فيّ الله كما في الشجرة.
نص الآية «نودي يا موسى ـ من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ـ : اني انا الله» فالشجرة ـ إذا ـ هي ـ فقط ـ مذياع النداء من نورها ، وليس يلزمه ان يكون المذيع بذاته فيها ، وكما الملائكة يحملون ندا آت الله ولا يحملون ذات الله ، فالنداء ـ كما الشجرة والنار النور ـ هي من فعل الله ، ومهما كان لنداء الله سمت وصوت ، فليس لذات الله سبحانه سمت ولا صوت ، وانما خلق منه كسائر خلقه ، من دون لسان ولا شفه ولا أي عضو ، فانما صوت مخلوق في الشجرة ، كما يخلق في الألسنة ، والفارق هو خرق المتعوّد من الصوت النداء ، وكما ان اصل الوحي خرق لعادة التعليم ، فذلك النداء خارقة في خارقة ، بارقة في بارقة نور النار في الشجرة المباركة الميمونة.