لقد كانت هذه النداء الربانية من نور من هذه الشجرة من جانب الطور الأيمن (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (٢٣ : ٢٠) وهي الزيتونة (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) (١٩ : ٥٢) (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) (٢٨ : ٤٦) (وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) (٥٢ : ١) (وَطُورِ سِينِينَ) (٩٥ : ٢).
آيات بينات تتجاوب مع بعض في مذياع النداء لموسى انه النور الساطع من الشجرة الزيتونة في البقعة المباركة من شاطئ الواد الأيمن ، دون ان يكون المذيع ماكنا فيها ، ام متجليا لها ، اللهم إلّا بأنوار وحيه في صوغ كلامه لسوق وحيه الى موساه ، ولذلك يقول هنا (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) وهي هنا ربوبية الوحي ، وهناك (إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) حيث الوحي موجّه الى العالمين «ربك» وحيا إليك و (رَبِّ الْعالَمِينَ) فانه بلاغ منك الى العالمين!.
فلقد كان يرجو نارا فأوتى نورا ف «كن لما لا ترجو أرجي منك لما ترجو فان موسى (عليه السلام) ذهب يقتبس نارا فانصرف إليهم وهو رسول نبي فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى في ليلة وكذلك الله تعالى يفعل بالقائم الثاني عشر من الأئمة يصلح الله امره في ليلة كما أصلح الله امر موسى ويخرجه من الحيرة والغيبة الى نور الفرج والظهور»(١).
وقد عبر عن مجيء وحيه بجيئته تعالى لأنه إتيان ربوبيته وحيا الى رسله وكما في الأصل العبراني في التورات تبشيرا بمهابط الوحي الثلاثة :
__________________
(١) بحار الأنوار ١٣ : ٤٤ عن أبي عبد الله (عليه السلام).