والوراثة الاولى ل (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) هي السلطة الطليقة عن أسر الطواغيت بأسرها ، ليبلغ بها «الصالحون» لها كما لا تهم المقدرة لهم في هذه الحياة ، مادية ـ هي من الذريعة ـ ومعنوية هي الغاية المعنية في دولة مباركة عالمية ، فلا ينتكسون حيوانا في وسط الحضارة المادية المزخرفة ، ولا يهبطون الى دركات اللاإنسانية المتخلفة ، ولا يبتعدون عن مظاهر الحياة متقشفين عن الماديات ، أخلاء لميادين الحياة للشيطنات والفرعنات ، وانما صلاحا تاما طاما كافة جنبات الحياة ، دون ان تزوى عنها شطرات ، جاعلين غير الصالحين في زواياهم منعزلين عن كل حيوية الا صالحة.
ونحن نرى طول التاريخ الرسالي والانساني عدم التوازن والتناسق في الحياة الارضية المرضية ، حيث تشيل كفة من ميزانها وترجح اخرى.
فقد يغلب ـ تغلبا ـ على الأرض بكل ثرواتها وبركاتها جبارون وظلمة وطغاة ، ام همج متبربرون غزاة ، ام كفار فجار يحسنون استغلال طاقاتها وثرواتها في الشهوات والحيونات ، وهي الاكثرية المطلقة في الطول التاريخي والعرض الجغرافي ، فلا تبقي للصالحين رمقا إلّا محقا وسحقا ، وهم بين قاصرين لا حول لهم ولا قوة ، ومقصرين متقشفين يرون الحياة انعزالية عن وراثة الأرض.
فحيثما يجتمع صالح الايمان ـ وهو ايمان القلب ـ وصالح العمل الجبار في امة صامدة قائمة ، فعندئذ تتحقق وراثة الأرض في كافة الحيويات الميسورة منها.
ولكن حين يفترقان هذان العنصران ، فالميزان يتأرجف ، فتقع الغلبة للآخذين بالواجهة المادية للحياة ، حين يهمل المؤمنون الأخذ بها ذريعة لتحقيق دولة الايمان ودولته.
ف (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) هم الجامعون لكل صلاحيات الحياة