وحسنييها ، إذ لا قوة للايمان بجنب القوات الكافرة وزخرفات الحياة ، إلا على ضوء دولة قاهرة باهرة تحلّق على كافة الطاقات الحيوية ، مجتثة جذور الافسادات والشيطنات ، ليخلو جو الحياة لتطبيق الحق كما يحق.
تلكم البشارة المسجلة (فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) هي الشاملة للصالحين ورثة للأرض ، وللطالحين منعزلين عن وراثة الأرض ، وهي كما يعلمه العالمون لم تتحقق حتى الآن ، وحتى في زمن المرسلين ، فلها ـ إذا ـ ميعاد يأتي.
وترى ما هو الزبور من بعد الذكر ، المكتوب فيه هذه البشارة ، وما هو الذكر؟.
اللائح من «الزبور» مفردا هو زبور داود تحمله آيات ثلاث ، هذه (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) (٤ : ١٦٣ و ١٧ : ٥٥) مهما كانت هنالك سبع اخرى في جمعه الجامع لكل الزبر (١) وقضية الإفصاح في كتاب البيان القرآن «الزبر» ـ ان كان المعني من «الزبور» كل الزبر ، اضافة الى ان «الذكر» ايضا من الزبر ، توراة ام قرآنا ام سواهما مما زبر من كتابات الوحي.
و «الذكر» السابق على هذا الزبور هو التوراة ، ولأنه الأصل في الكتابات الاسرائيلية ، وما تخصيص الزبور بالذكر (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) الا لبالغ اهميته بين الكتابات الملحقة بالذكر ، اللاحقة له ، وان هذه البشارة بينة صريحة في آيات من الزبور.
وقد اطلق الذكر على التوراة في هذه السورة مرتين (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (٧) ـ (وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ)(٤٨)
__________________
(١) وهي ٣ : ١٨٤ و ١٦ : ٤٤ و ٢٦ : ١٩٦ و ٣٥ : ٢٥ و ٥٤ : ٤٣ و ٥٢ و ٢٣ : ٥٣.