«وزئت هبر أخاه أشر برخ موشه إيش ها إلوهيم إت بني يسرائيل لفني موتوا ويومر يهواه مسيني باو. زارح مسعير لاموا هو فيع مهر فاران وآتاه مرببت قدش مي مينوا إش دات لاموا». (سفر التثنية ٣٣ : ١ ـ ٢).
«وهذه بركة باركها موسى رجل الله بني إسرائيل عند موته ١ وقال : الله من سيناء جاء. تجلى من ساعير ، تلعلع من جبل فاران ، وورد مع آلاف المقدسين ، من يمينه ظهرت الشريعة النارية» (١).
وقد جاء مثلها في دعاء السمات «وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران ، وبطلعتك في ساعير ، وظهورك في جبل فاران بربوات المقدسين وجنود الملائكة الصافين وخشوع الملائكة المسبحين».
وعلى أية حال فلا تجلّي هناك للذات ولن يكون ، وانما جلوات من ربوبية الوحي على موسى كما على المسيح ومحمد (عليهما السلام) وسائر المرسلين مهما اختلفت الدرجات والكيفيات.
(فَلَمَّا أَتاها) وفي خلده أن يقتبس منها قبسا لعلهم يصطلون أو يجد على النار هدى ، فإذا فاجئته هذه الجيئة بنداء من الرب ، وطبعا هو عرف انها نداءه دون ريب ، فان ذلك هو طبيعة الحال في الوحي وان لم تسبق له سابقة ، فالذي يوحي الى عبده ، يوحي له معه انه وحيه ، فانه لزام استقرار الوحي في مستقره ، دون أية ريبة فيه ، ولا شبهة تعتريه.
__________________
(١) راجع كتابنا (رسول الإسلام في الكتب السماوية) ص ٤٤ ـ ٥٣ تجد تفصيل البيان حول هذه البشارة الموسوية ومن حبقوق النبي (عليه السلام).