الصافية ، وبافعال هي كل افعال الصلاة ، وهذه المحتملات بضرب بعضها في بعض تصبح (٢٤٠) احتمالا وان كان بعضها مكرورا وآخر بين منكور ومشكور ، والقرآن حمال ذو وجوه فاحملوه الى احسن الوجوه ، ولان الصلاة هي خير موضوع لذلك «لا تترك الصلاة بحال».
وهكذا نرى ان للصلاة صلات عريقة دافعية وغائية وزمنية ، كلها تحور على محور ذكر الله (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وكيف لا؟ وانها أكمل صورة من صور العبادة وسيرها ، وأفضل وسيلة من وسائل الذكر حيث تتمخّص لهذه الغاية ، وتحصل بذلك الدافع ، وتتجرد من كل الملابسات الأخرى ، فتجمّع الإنسان للاتصال بالله ، حيث تعلّقه بالله بما دنى بها العبد أو تدلى ، فكان قاب قوسين أو ادنى ، ولذلك يروى عن صاحب المعراج قوله «الصلاة معراج المؤمن»!
ثم وفي تقسيم خاصر يحوي كل هذه التقاسيم «لذكري» انه بين قلبي وقالبي ، وقلب الذكر هو ذكر القلب ، وليس القالب الا حاكيا عن القلب فمزيدا لذكر القلب ، والجمع فيهما هو جمع الذكر ، ان يصبح الإنسان كله ذكرا لله ، إيصالا للصلاة القالبية الى الصلاة القلبية ، ومن ثم الى كافة المراحل الروحية.
فحين تحلّق الصلاة الذكر والذكر الصلاة على الإنسان ككل ، يصبح كله صلات بالله بصلاة لله ، وآنذاك (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ) (٢٩ : ٤٥).
ومن افحش الفحشاء الرئاء ، فصلاة المرائي ليست «لذكري» بل لذكر الناس في أسفل درك من الرئاء ، ولجمع الذكرين في سائر دركاتها ، وان ذكر الفطرة وذكر العقل وذكر الوحي لله ، وكذلك ذكر الله وكل ذكر دافعا وغاية ، انها تنافي الرئا وتنافيها الرئاء!.