الْأَعْلى) ، وعلى عباد الله استخفافا فتعبدا له : (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ) عند ذلك التنمرد والتمرد التفرعن يؤمر موسى بالذهاب اليه ، دون نظرة لذهاب فرعون اليه ، إذ صده طغيانه عن الله فضلا عن رسول الله!
فالى هنا كان الوحي بآياته لموسى نبوءة دون رسالة ، وهنا بزغت الرسالة الضخمة الصعبة الملتوية ، فلقد عاش جوا من طغيان الفرعنة ردحا من عمره ، فلا يرى من نفسه بنفسه نجاحا تاما في هذه الرسالة الا بإمدادات ربانية ، فليسأل ربه في هذه الحضرة المباركة ما يطمئنه في هذه المواجهة الخطيرة ، ويكفل له قوامه في هذه الرسالة ، فلذلك :
(قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ٢٧ يَفْقَهُوا قَوْلِي) ٢٨.
هنا يتطلب نصرة ذاتية متصلة بساحة هذه الرسالة في بنود ثلاثة ، ومن ثمّ نصرة منفصلة في ثلاثة أخرى هي أزر للأولى واولى له ثم اولى ان يستعد بزاد أزيد وراحلة ارحل في هذه السفرة الشاقة الطويلة ، لا لأمر إلا ل (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً. وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً. إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً)!
نرى سؤل موسى هنا في احدى عشر آية ، لم يكن ليسألها قبل امر الرسالة ، مما يدل على انها كلها سؤل الرسالة بمسؤولياتها الخطيرة.
والبند الاول من سؤله الاول (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) وذلك شرح لتلك الرسالة بعد شرحه للوحي النبوءة فليس ـ إذا ـ سؤالا لسؤل حاصل ، فانه سؤال جاهل ، وسئول قاحل ، فقد اختاره الله حين اوحى اليه ، وكيف يختار ضائق الصدر عن تلقي الوحي؟ وكما شرح الله صدر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وان كان دون سؤال : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ