من مثلث السنة المعصومة الرسالية ، بل هي أولاها دلالة مهما كانت العملية أولاها تأثيرا ، فقصور اللسان ام تقصيره في بلاغ الرسالة خلاف كونه حجة بالغة الهية ، (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ)!
ثم (وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) (٢٨ : ٣٤) انها تكذب نقص العضو ، وتحبس عن لسانه حبسته العضلانية ، فان معقود اللسان ليس فصيحا حتى يكون هارون افصح منه.
ثم الفصاحة ليست سبب التصديق ، ولا خلافها سبب التكذيب ، فرب فصيح يكذّب ، ورب غير فصيح ام اخرس يصدق!.
فتلك إذا عقدة عن الإفصاح تقية أمّا هيه ، فحل عقدة هنا هو إزالة التقية عن لسانه وكفاية سطوة فرعون وغواته ، حتى يؤدي عن الله آمنا ، ويقول متمكنا لا خائفا ولا وجلا ، فلا يكون معقود اللسان بالتقية ، ومعكوم الفم بالخوف والمراقبة.
فتراه يقول (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ.)
__________________
ـ العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : وكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه ولا يعلم ان هلاكه على يده فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال : الحمد لله رب العالمين ـ فأنكر فرعون ذلك عليه وقال : ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها اي قلعها فآلمه ألما شديدا فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته : هذا غلام حدث لا يدري ما يقول وقد لطمته بلطمتك إياه فقال فرعون : بل يدري فقالت له : ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذي تقول فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له : كل فمد يده الى التمر فجاء جبرئيل فصرفها الى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى فقالت آسية لفرعون : ا لم اقل لك انه لم يعقل فعفى عنه.