اجل (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) كأصل اصيل عريق ضارب في اعماق الزمن ، حيث كان مطافا لكافة الموحدين منذ كانوا وإلى يوم الدين ، فهذه الحرمات المناسك الشعائر ، كلها إلى حرم الله (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) فانه المحور والمدار ، والمستقر القرار ، ولا ركن في الحج يوازي الطواف او يساميه ، فانه اركن أركانه وأعظم شعائره.
وانها كلها تتسل مندغمة مع بعض ، ثم تحل إلى البيت العتيق طوافا ، فانها تحضّر الطائف ليحل ذلك المحل الرفيق ، فيكون طوافه جامعا لشروطاته.
يخطو الحاج تلك الخطوات الرائعة ، اللائقة البائقة ، بأقدام المعرفة وإقدام التضحية والعبودية ، دارسا في مدرسة الإحرام ، عارفا في عرفات ، مغربلا عرفاته في المشعر الحرام ، مطبقا مناه في منى ، وإلى تقديم الأضحية التي ترمز إلى تقديم النفس والنفيس ، تحلّلا عن كل ما يملكه منهما في الله (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ)!
ان لكل شعيرة من شعائر الحج أجلا معجلا (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ثم أجلا مؤجلا بعد البيت العتيق ، حيث الحاج يستمر بهذه الذكريات منذ الحج وطيلة الحياة ، أجلان هما مسميان ، واين اجل من اجل ، والثاني خير مؤول ، والاول خير معوّل ، حيث الأجل المحل إلى البيت العتيق أمثولة ودراسة تدريبية ونموذجية من برمجة الحياة السليمة الاسلامية ، ومن البيت العتيق إلى آخر الأجل مسرح للتطبيق.
ثم وليست هذه المناسك الشعائر (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) فقط لهذه الامة الاخيرة ، بل :