شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)٥.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ) ملحدين ومشركين او موحدين مرتابين في البعث ، حيث البرهان الحاضر ليس حاصرا فيمن يعتقد في وجود الله ، فان خلق الإنسان من تراب ثم .. ليس ينكره احد ، طالما المادي يزعم ان الخالق هو المادة ، ويرى المشرك أنه الله ، والموحد لا يشرك في خلق وسواه ، فالقدرة الخالقة للإنسان من تراب هي هي الخالقة له في المعاد ، فالخلق اوّل مرة دليل امكانيّته مرة ثانية بل (هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)!.
(إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ) بعد الموت ، والريب هو شك مسنود إلى برهان ام زعم البرهان ، فلئن صدقناكم في ريبكم ، فواقع خلقكم أول مرة يزيل واقع ريبكم ، حيث الريب لا يصارع واقع البرهان أيا كان.
(فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ) وجمعية الضمير فيها تعني جمعية الصفات في خلقنا ، علما وقدرة وحكمة وتصميما وارادة اما هيه من صفات ربوبية متطلّبة في ذلك الخلق المنضّد المتدرج العظيم ، لأجنة مختلقة في الصور والسير ، مقرّة في الأرحام او ملفوظة ساقطة ، ثم الطفل الخارجون عن الأرحام بين بالغ أشدّه او متوفّى قبله ، او مؤخر إلى أرذل العمر ، فصورة الخلق وسيرته تدلاننا على ارادة وتصميم باختيار ، دونما صدفة فوضى جزاف!
(خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) خلق الإنسان الاول من تراب قفزة دونما تطور معوّد في خلق سائر الإنسان ، ثم وخلق أنساله متدرجا حيث البداية هي التراب ، من نطفة هي من دم هو من غذاء هو من نبات وحيوان هما من تراب.
فخلق الإنسان من تراب ضابطة صارمة تعم الإنسان الاول وأنساله ،