اعمال الناس ، ما كان الشهداء احياء وأمواتا ، وذلك خارج عن قاصر العلم والحضور لكل عالم من المسلمين وحاضر ، اللهم الا بإشهاد الله ، وليس ليشهد إلا رجالات الوحي والعصمة كما هو مسرود في آيات الشهادة ومن أشملها (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٤ : ٤١) فهو إذا شهيد الشهداء ، حيث الامة الوسط شهداء على الناس كافة والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شهيد عليهم تحليقا على الشهداء والمشهود لهم وعليهم.
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (١٦ : ٨٩).
ف «الناس» ـ في تلكم الشهادة ـ هم كل الناس ، مسلمين وسواهم ، وهذه الأمة الوسط هم شهداء على كل الناس والرسول شهيد عليهم (١) وقد تحلّق شهادة الأمة الوسط : الأئمة الاثني عشر ، على شهداء كل امة حيث
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٥٢١ عن الكافي بسند عن الباقر (عليه السلام) في الآية ، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه وعن بريد العجلي مثله عن الصادق (عليه السلام). وفيه عن المناقب في خبر ان قوله تعالى : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) فدعوة ابراهيم وإسماعيل لآل محمد (عليهم السلام) فانه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اتبعه وآمن به واما قوله : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) النبي يكون على آل محمد عليهم السلام شهيدا ويكونون شهداء على الناس وفيه عبد الله بن الحسن عن زين العابدين (عليه السلام) في قوله تعالى : لتكونوا شهداء على الناس قال : نحن هم وفيه عن كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبي محمود عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه : نحن حجج الله في خلقه ونحن شهداء الله واعلامه في بريته.