(قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ، فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٦ : ١١٨) (وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً. إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) (٧١ : ٢٧) وذلك بعد ما أخبره ربه (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) (١١ : ٣٤).
(فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) ٢٧.
(اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) : رقاباتنا ، كما تناسب صناعة فلك النجاة عن البحر اللجي «ووحينا» فقد كانت هندسة الفلك تماما وصناعته بوحي الله ، إذ لم يكن نوح صانع الفلك ، ولا ان مصنوع الإنسان دون وحي يتمكن من الإنجاء في هذه الهلكة الشاملة ، فليكن إذا صنع الفلك (بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا)(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ) (١١ : ٤٢) (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) (٥٤ : ١٤).
أترى فلكا تصنع بأعين الله ووحيه ، وهي تجري بأعين الله ، أتراها تغرق او تتكسر في موج كالجبال والله ربّانه!
(فَإِذا جاءَ أَمْرُنا) بغرقهم ودلالة عليه بإمارة عجيبة خارقة العادة كنفس الغرق الجماعي ، (وَفارَ التَّنُّورُ) فوران ماء الغرق من تنور النار دون سائر التنور المؤوّل ، ثم وما ندري اين هو (١)؟
__________________
(١) قيل انه تنور آدم وكان من حجارة فصار إلى نوح واختلف في مكانه فعن الشعبي في مسجد الكوفة عن يمين الداخل مما يلي باب كنده وكان نوح (عليه السلام) عمل السفينة في وسط المسجد ، وقيل بالشام بموضع يقال له عين وردة وقيل بالهند. ـ