(فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ) اسلك (أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ) : امرأته وابنه (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) رسالة الله وعباد الله ، سواء أكانوا من أهلك ام سواهم (إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) كلمة واحدة لا رجعة فيها.
ولان السلوك هو النفاذ في الطريق ، وهذه الفلك كانت طريق النجاة ، إذا «فاسلك» لا تعني ـ فقط ـ الإدخال ، وانما التمكين والإنفاذ لكامل الإنقاذ.
ثم «من كلّ» تعني من كلّ الخليقة الا الناس ، ام كلهم لمكان الاستثناء : (إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) الا ان «أهلك» قبلهم يؤيد الأول ، إذ كان يكفي الاستثناء دون ذكر اهله ، ان كانوا معنيين في (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ).
وترى (أَهْلَكَ إِلَّا ..) هم فقط كانوا ناجين ، فلم يؤمن طيلة الف سنة إلا خمسين عاما الا اهله الثمانون ، الا امرأته وابنه كانا من الغابرين؟
عله نعم حيث (وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ. وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) (٣٧ : ٧٦) (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) (٢١ : ٧٧).
وقد يعني «اهله» اهله نسبيا وسببيا إلا من سبق ، واهله ايمانيا كما تدل عليه (وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)
__________________
ـ ثم قيل ان التنور هو وجه الأرض عن ابن عباس ام هو تنور الشمس ونورها طلوعها عن علي (عليه السلام) ، ام هو الموضع المنخفض من السفينة الذي يسيل الماء اليه عن الحسن ولكن هذه التنانير خارجة عن التنور المعروف لغويا ، ولو كان كل يراد لاتي بلفظه الخاص.