خير المنزلين» (١).
هنا (أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ) فلما ذا «فقل ـ وقل» وهم عدة؟ عله لأنه إمامهم ، فقوله قولهم وكلما يقوله بأمر الله فهم قائلوه وقائلون به قضية الإمامة المحلّقة على كل قال وحال وفعال ، ولا سيما في هذه الحالة الخطرة والرحمة العطرة المستوجبة لقالة الحمد والدعاء والاستدعاء.
فقطع دابر الظالمين يتطلب الحمد له من المظلومين ، بل والله يقولها تعليما لهم وتأديبا (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦ : ٤٥).
وترى كيف أصبح الإستواء على الفلك نجاة لمّا تنزل منزلا مباركا؟ لأنها صنعت بعين الله ووحي الله ، وهم ركبوها باسم الله : (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) (١١ : ٤١) وهي (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) (٥٤ : ١٤) أفيبقى بعد هذا من شك في النجاة؟!
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) ٣٠
«إن» مخففة عن مثقلة تعني تأكيد مدخولها وكذلك اللام ، تأكيدان اثنان انه تعالى يبتلي عباده بألوان البلاء ، ابتلاء لنوح ومن آمن معه بالصبر والشكر ، تمحيصا للشكر والتوجه والتأديب والأجر والتقويم ، وابتلاء للذين كفروا بازدياد الكفر والكفران والنكران وإلى مصير النيران.
ف (إِنَّ فِي ذلِكَ) العظيم العظيم في تاريخ الرسالات ولفجرها وبزوغها «لآيات» تدل المستدلين على علمه وحلمه وحكمته وقدرته ،
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٥٤٤ في الفقيه قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) يا علي إذا نزلت منزلا فقل : ....