فهي (مَنافِعَ لَهُمْ) كمجموعة من الكتلة المؤمنة ، لأنها مسرح ومصرح للشرعة الإلهية كلها كشعائر ، بين تطبيق لقسم منها وتدريب لأخرى في تأشيرات عشيرات لمناسكها رميا للشيطان وطوفا حول بيت الرحمان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
اجل «واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق «يأتوك» ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله.
وتنكير «منافع» هو تنكير تعظيم لما يجهل من منافع ، فلم يقل «منافعهم» او «المنافع» لكيلا يخيّل إليهم أنها المنافع المعروفة لديهم ، الحاصلة في غير ذلك المؤتمر العالمي ، وانما (مَنافِعَ لَهُمْ) مجهولة لمن لم يأتوا ذلك المشهد المسرح ، وهي «لهم» جميعا ، دون المنافع الفردية الحاصلة في كل مطرح!
وهل هي ـ فقط ـ منافع الدنيا لذكرها قبال ذكر اسم الله ، ام منافع الآخرة (١) سوى ذكر اسم الله؟ إنها «الكل» (٢) دونما اختصاص ، منافع طليقة تحلّق على حاجيات الدنيا والآخرة ككل ودون إبقاء.
اجل «وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى ، مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه
__________________
(١) المجمع عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : هي العفو والرحمة.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٤٨٨ في الكافي بسند متصل عن الربيع بن خثيم قال شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض فاخرج يده من كوة المحمل حتى يجرها على الأرض ثم يقول : ارفعوني فلما فعل ذلك مرارا في كل شوط قلت له جعلت فداك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان هذا منافع الدنيا او منافع الآخرة؟ فقال : الكل.