هنا يجد المسلمون رايتهم المطلّة عليهم ككلّ حيث تتوارى الرايات ومختلف السلطات ، وتتوارى في الراية الإسلامية الموحّدة كافة الفوارق.
هنا مملكة الحج ، في بيت عتيق طليق عن كل ملكة ، لا يقودها إلّا الله ، ولا يرأسها من قبل الله إلّا رسول الله ، ولا يحكمها إلا كتاب الله ، حيث تتوحد القيادة الروحية والزمنية في هذه الرسالة السامية ، دون سماح لأية سلطة ، إلا لمن يطبق هذه الرسالة الموحدة بين جماهير المسلمين.
(لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ ...).
وترى ما هي (أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) نحن نجهلها؟ أهي أشهر الحج كلها حيث (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) (٢ : ١٩٧) فمن أهلّ فيهن بالحج فليذكر اسم الله حتى تتم مناسكها ، ذكرا خاصا لله ليس معه ذكر لسواه ، فانه قضية تلبية الإحرام «لبيك اللهم لبيك» لك لبيك لا لسواك ، فانما أذكرك لا سواك؟
و (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) قد تعممه إلى كل الأيام! ثم (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) قد تخصصه بأيام الذبح ، وان ذكر اسم الله هو على الذبائح عند ذبحها كشرط من شروط التذكية!
ولكن ذكر اسم الله على الذبائح يعم كل ذبح في اي زمان او مكان دون ايام معلومات للذبح في منى!
وذلك الشرط مذكور في آيته التالية (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ) وذلك في يوم الأضحى كيوم معلوم ، دون ايام معلومات ، ثم الأضحى إلى آخر ذي الحجة حيث يجوز فيها تقديم الاضحية ، ذلك مخصوص