بالأعذار وهي مقدرة بأقدارها ، فليست هذه العشرين هي الأيام المعلومات.
واما تعميم (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) فلا شاهد له هنا الا عليه ، حيث الذكر هنا ذكر خاص كما (مَنافِعَ لَهُمْ) ف (عَلى ما رَزَقَهُمْ) يقتضي في ذلك المسرح الحاشر ذكرا خاصا لله على رؤوس الاشهاد.
ف (أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) علها هي ايام الحج والعمرة كلها ، ثم ايام الحج ثم عشرة ذي الحجة (١) ايام التشريق الاربعة وكلها ايام معلومات ، فلم يقل «الأيام المعلومات» لكي لا تختص ببعض دون اخرى ، بل في كل هذه الأيام بدرجاتها ، بذكر التلبيات والصلاة والتسمية عند الذبح وعند الرمي ، ذكر القال والحال والأفعال ،
وليصبح الحاج في أيامه ذكرا بكل كيانه ، بعد ان لبى دعوة ربه ، وترك اهله وماله وشغله وكافة ما كان يشغله عن ذكر ربه ، والآية تتحملها كلها حيث المسرح كله مسرح ذكر الله كما هو مسرح (مَنافِعَ لَهُمْ)
ومن (أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) هي (أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ)(٢) ايام التشريق
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٠ في كتاب معاني الاخبار بسند متصل عن حماد بن عيسى في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول قال علي (عليه السلام) في قول الله عز وجل (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) قال : ايام العشر ومثله في التهذيب عن حماد عنه قال أبي (عليه السلام) ... وايام معدودات قال : ايام التشريق وفي الخلاف والأيام المعلومات عشرة ايام من ذي الحجة آخرها غروب الشمس من يوم النحر ذهب اليه علماءنا اجمع.
(٢) المصدر عن معاني الاخبار عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : هي ايام التشريق ، وفيه عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : المعلومات والمعدودات واحدة وهن ايام التشريق.
وفي الدر المنثور ٤ : ٣٥٦ ـ اخرج ابن المنذر عن علي (عليه السلام) قال : الأيام المعلومات يوم النحر وثلاثة ايام بعده.