هو الجوهر المائي في حده الأدنى الذي لا يقبل القسمة إلى جزئين مائيين ، بل إلى عناصر أخرى ليست ماء وهما الأكسيجين والإدرجين ، وذلك الجوهر المائي المكبّر لو أمسكناه وجدناه أشبه بالحجر صلابة لاتحاد الأكسوجين بالإدرجين اتحادا قويا لا يمكن انفصاله إلا بأعمال كيماوية.
هنا نجعل قطر القطرة ـ رابعة ـ مائة ألف ميل ، فقطر كل جوهر مائي من النقطة المذكورة أكثر من أربعين قدما بعد أن كان ٥ / ٢ سم ، وهذا التكبير لا يفيدنا أمرا إلا أننا نرى كل جوهر مائي مؤلفا من ثلاثة جواهر : الأوكسجين في الوسط والإدروجين يمنة ويسرة ، وهذه الثلاث لحد الآن جواهر فردة لم نسطع حتى الآن تقسيمها ، أن تبقى بعد الانقسام كما هي ، وإنما إلى أقسام أخرى علنا سوف نعلمها ، وهي تشبه خلأ ومسافات لا مادة فيها ، وجواهر الأكسوجين الوسطاني كقنديل في المركز تحيط به دوائر ست تبعد عنه (٢٠) قدما والجواهران من الهيدروجين حوله هما دائرتان من النور ، قطر كل منهما سبعة أقدام ، تدوران حول مركز من النور ، ولكي نعرف كيان الجزئين نكبّر نقطة الماء هذه خامسة ألف مرة أخرى ، فتصبح أكبر من فلك الأرض حول الشمس ، فيصبح قطر الجوهر المائي ثمانية أميال ، وهنا نرى أن دوائر الأكسوجين والإدروجين ليست إلّا خطوطا وهمية من النور ، ترسمها نقطة صغيرة من النور ، تدور حول مركزها في الثانية الواحدة ستة آلاف مليون مليون دورة ، وهذه النقطة الدائرة هي الكهربائية السالبة ومركزها النوري (الكهرباء الموجبة) وهذه الدوائر التي رسمتها النقطة في الذرتين ما هي إلا كالدوائر التي ترسمها شعلة نحركها نحن بسرعة فترسم دائرة بحسب ما ننظرها نحن ، وليس في الواقع إلّا شعلة.
وصلنا حتى الآن إلى نور الذرة ، فما ذا ترى نور أجزاء الذرة إلى المادة