نسوج العناكب
فمما تحير العقول وتقنعها باستحالة الصدف في الخلق نسوج العناكب ، فدقة التنظيم والترتيب التي كشف عنها أبحاث العلم الحديث في ميادين عديدة تدعو للعجب والتأمل والتفكر ، فقد كشف بعض العلماء الآلمان عن أن بعض العناكب تنسج خيوطا دقيقة جدا ، إذ إنها تنسج بيوتها من خيوط ، كل خيط منها مؤلف من أربعة خيوط أدق منه ، وكل واحدة من هذه الخيوط الأربعة مؤلف من ألف خيط ، وكل واحد من الألف يخرج من قناة خاصة في جسم العنكبوت وهذا يعني ان كل خيط ينقسم إلى (٤* ١٠٠٠ ٤٠٠٠) خيطا.
وذكر بعض العلماء الآلمان الباحثين في هذا الميدان : أنه إذا ضمّ أربعة بلايين خيط (٠٠٠ و ٠٠٠ و ٤٠٠٠) بعضها إلى بعض ، لم تكن أغلظ من شعرة واحدة من شعر لحيته ، مع العلم ان متوسط شعر اللحية لا يتجاوز ١ و ٠ ميلى مترا وبذلك فان قطر مقطع الخيط الذي تنسجه العنكبوت يساوي (١) على (٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٤٠) من الميليمتر وإن الكيفية التي خلق الله بها في جسم العنكبوت ألف ثقب يخرج منها ألف خيط في آن واحد ، حيث يخرج الخيط الدقيق فيجتمع كلّ ألف خيط في خيط اغلظ ، ومن الخيوط الجديدة وتتجمع كل أربعة سوية لتشكيل خيط أكبر ، وهكذا تتجمع الخيوط لتنشئ مسكنا ومصيدة للعنكبوت ، وإنها لتدعو العاقل والعالم والمؤمن إلى التفكير في عظمة الخالق ، وهذا ما يقول الله تعالى : (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) وقد أثبت البحث العلمي من تحليل وتجزئة حقيقية وهن بيت العنكبوت ، فقد جاوزت خيوط العنبكوت الحدّ المعروف في الدقة وتناهت في التجزئة وجاءت برهانا ساطعا على النظام البديع والإتقان الفائق