يضاعف لهن حدّها في الاولى كما في الأخرى إلّا انه يخص الفاحشة المبيّنة ، لا كل فاحشة ولا المبيّنة دون تبيين وقوفا عند النص فيما يشذ عن القاعدة تأمل.
(يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)(٣٢).
انه ليس ارتفاع المساوات بين نساء النبي وسائر النساء لأنهن نساء النبي ، بل «ان اتقيتن» كما وليس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كأحد من الرجال لنبوته .. أنتن في مكانة لا يشارككن فيه احد من النساء ، ولا تشاركن فيها أحدا من النساء ولكن «إن اتقيتن» فليست المسألة مجرد قرابة من النبي بسبب او نسب الّلهم إلّا حسب التقوى وسببها ونسبها ، فالتقوى تقوى ان كانت في مكانة عليا ومحتد أقوى كما الطغوى تقوى على سواء ، فلا بد من القيام بحق هذه القرابة العليا ، وهو القائل «يا فاطمة ابنة محمد! يا صفية ابنة عبد المطلب! يا بني عبد المطلب! لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم»(١).
وهل الأوامر والنواهي التالية تخصهن لاختصاص خطاباتها لهن؟ و «ان اتقيتن» تعم كل تقوى واجبة وراجحة من كل متقية منهن وسواهن! وموارد الأمر والنهي هنا لا تخصهن! فانما التقوى لهن تخرجهن عن مساواتهن لسواهنّ دون واجبات او محرمات تختصهن ، وليست المذكورة إلّا
__________________
(١) أخرجه مسلم في صحيحه ويروى المسلم والترمذي ايضا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار! يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار! يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار! يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار! فاني والله لا املك لكم من الله شيئا إلا ان لكم رحما سأبلها ببلاءها.