وإذا كن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما هن عليه من المكانة ، في ذلك الزمن البدائي البسيط هن ينهين عن الخضوع في القول ، فكيف بهذا المجتمع الذي نعيشه اليوم ، المتقدمة فيه الشهوات ، المرفوفة على جوّه الأطماع ، المسعّرة فيه السعارات المحمية الجنسية ، فأحرى بالمؤمنات إذا ألا يخضعن بالقول او يبرزن في اية صورة مثيرة ، فانها مثار الفتنة.
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...)(٣٣)
«وقرن» هل إنها امر بالوقار؟ وامره «قرن»! والوقار واجبهن على أية حال ، وباحرى خارج بيوتهن وهنا «بيوتكن»! وقضية الموقف في سرد أو امر ونواهي ، هي العطف كما في سائرها!
فهي إذا «قرن» عطفا ، فهل بعد من قار يقار إذا اجتمع؟ ولا موضوعية في جمعهن في بيوتهن إلّا قرارهن جماعات او فرادى! وأمرها «اقررن»! اللهم إلّا بحذف الحرفين تخفيفا كما في اضرابها فنعما ، ولكنها معنويا غير مناسبة فكلّا!
أم إنها من قرّ يقرّ؟ وأمرها «اقررن» فكذلك الأمر الّا في المعنى ، فانه امر بقرارهن في بيوتهن ، ومن دناءة المراة كونها لفوتا تكثر الخروج من بيتها دون ضرورة تلجئها ، وهذا يناسبها في أدب اللفظ وجمال المعنى ، والاول يخالفهما ، والأوسط يخالف المعنى ، والقرآن حمال ذو وجوه فاحملوه على أحسن الوجوه وهو ثالثها.
يقرر هذا الأمر لهن أصل قرارهن في بيوتهن ، فان اشغالهن في الأكثرية الساحقة أشغال بيتية ، كفين عما سواها بمعونة الرجال مؤونات أما هي؟.
فلا يعني تحريم خروجهن عن بيوتهن اللهم إلّا تبرجا كالجاهلية