اية خيرة لهم إلّا ما قضاه الله ورسوله ، وحتى إذا كانت خيرة الاستئمار من أنفسهم او الشورى بينهم ، ثم اختيار ما قضاه الله ورسوله!
فادنى درك من العصيان هو خيرة كهذه التي توافق قضاء الله ، وأسفل درك منه بدار العصيان دونما تفكير ، وأوسطه العصيان بعد استئمار او شورى ، و (الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) تستأصل الثلاثة ، ثم لا تبقى إلّا الطاعة المطلقة دونما خيرة من أمرهم في جانحة ولا جارحة ، وانما مطلق الاستسلام! (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) تشمل الثلاثة (فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) مهما اختلفت دركات الضلال والعصيان!
ان قضاء الله كوحي خاص في تشريع يحمله رسول الله في بلاغ الشرعة ثم قضاءه كوحي عام قضاء لرسول الله كولي لأمر الأمة بما أراه الله ، هو (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) ف ـ (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) مهما كان بلفظ القرآن او السنة ، او كان حكما سياسيا أمّاذا من احكام ، ف ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ)!
و ـ «ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه ، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه ، وإن كنت غير قانع برضاه وقدره فاطلب ربا سواه»! (١) «يقول الله : من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلها غيري» (٢) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): في كل قضاء
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٨٠ ح ١٢٣ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباتة قال قال امير المؤمنين (عليه السلام) : ..
(٢) المصدر ح ١٢٤ فيه باسناده إلى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول قال الله جل جلاله : ..