فلنشفعه بتسبيحه : (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ، من بكرة إلى اصيل ومن أصيل الى بكرة كلما ذكرناه تسبيحا بحمده! ام في الوقتين الاصيلين : (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ، لكي يصفو ذكره عن كل كدر ، وكما في حديث قدسي. «اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما» (١).
فليكن المؤمن بتمام ذاته وتعلقاته ذكرا لله وتسبيحا ، أسوة برسول الله في تحقيق أمر الله : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ ...) (٦٥ : ١٠) فيصبح حينئذ من المفردين (٢) ولان الرسول هو بنفسه ذكر الله : (ذِكْراً رَسُولاً) فلا ينسى الله ، لذلك لا يشمله خطاب (الَّذِينَ آمَنُوا) وانما (اتَّقِ اللهَ) اتقاء عن زهوة القرب الى الله وعما سوى الله.
فاتصال القلب بالله والانشغال عن الله اشتغالا بالله في مراقبة دائبة ، يجعل العبد ذكرا لله وسبحان الله ثم الله يذكره اكثر من ذكره (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (٢ : ١٥٢) واين ذكر من ذكر؟ يقول الله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه» (٣).
__________________
(١) المصدر اخرج احمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى : اذكرني ... واخرج احمد عن أبي امامة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لان اقعد اذكر الله وأكبره واحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب الي من ان أعتق رقبتين او اكثر من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب الي من ان أعتق اربع رقاب من ولد إسماعيل.
(٢) المصدر اخرج احمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال : الذاكرون الله كثيرا
(٣) أخرجه البخاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال قال الله : ...