الإبصار او التفكير ، وهو متعديا بنفسه كما هنا الانتظار (١).
والإنى هو الوقت والساعة والحين ، وهو النضج والإدراك ، فهو إنى اذنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتا وهو إنى طعامه وقتا ونضجا ، فليس لكم الانتظار لوقت اذنه ، تربصا ان يأذن لكم الى طعام وسواه ، إلا أن يأذن لكم «غير ناظرين إناه : نضج طعامه ام وقت إطعامه ، ولا لكم إذا دخلتم بيوته باذنه لا الى طعام ان تنظروا «اناه» : ادراك طعامه ونضجه وقد لا يتهيأ لا طعامكم ، ولا لكم إذا دعاكم الى طعام ان تدخلوا إلّا وقت الطعام ، لا قبله ناظرين إني طعامه وقتا ونضجا وإدراكا (وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا) دخولا لطعام قدر وقته لا سابقا» (ناظِرِينَ إِناهُ) ولا لا حقا جالسين بعد الطعام «ان ذلكم كان يوذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق» (٢).
__________________
(١) (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) (٧ : ٥٣) (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ ..) (٢ : ٢١٠) (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) (٣٥ : ٤٣) (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) (٣٦ : ٤٩) «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ» (٤٣ : ٦٦) كل ذلك يعني الانتظار.
(٢) في الدر المنثور ٥ : ٢١٣ عن انس (رضي الله عنه) قال لما تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام منهم من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليدخل فإذا القوم جلوس ثم انهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت ادخل فالقى الحجاب بيني وبينه فانزل الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا ...).