أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣).
قالة من (الَّذِينَ كَفَرُوا) بالساعة (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) وحتى لو أتت غيرنا حيث السلب يخصهم فيما قالوا!.
والجواب بصورة ادعاء دون برهان وفي سيرة أقوى برهان «قل بلى» لتأتيكم الساعة كما أتي غيركم «وربي» فملامح التربية الإلهية الخاصة في دليل نبوتي ، وإتيان الساعة اصل من أصولها ، ف ـ «وربي» هنا كما في قالة المرسلين في يس (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) فلان النبوة المحمدية تفوق النبوات ، محلقّة على كافة النبيين ، ففائقة التربية الإلهية فيه ناصعة ، فهو بنفسه دليل للمبدء والمعاد عبر الوحي بواقعه وظاهره.
(قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) ومن هو ربي؟ (عالِمِ الْغَيْبِ) والشهادة فكل شيء عنده شهادة (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ ...) ولا يغرب .. وقضية الحيطة العلمية هي العلم الشامل بكل ما يحصل من تقوى وطغوى أفبعد علمه وقدرته وحكمته سوف لا يجازي التقاة والطغاة ، وهو جهل ام عجز ام ظلم ، وما الله بظلام للعبيد!
ام لان الأجساد بأرواحها تضل في الأرض فلا يمكن جمعها فلا جمع ولا يوم جمع؟ (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ... قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ...) (٣٢ : ١١)! (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ ..) مهما عزب عن علمكم ، فلا عزب عن قدرته ولا عن علمه ولا عن حكمته (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها).
وليس فقط : لا يعزب عن علمه «كبيرة» بل ولا (مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ).