«فاعرضوا» عن ربهم وشكره حيث اخذتهم العزة بالإثم ، وبدلوا نعمة الله كفرا (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) عرما بعزم! يجرف ويعرم في طريقه كل صغيرة وكبيرة ، وكل حجارة صخرة صلبة ، فحطّم سدهم وانساحت مياههم سيلا على سيل فلم يعد الماء يخزن حيث جفت كما جفوا ، واحترقت الجنتان كما أحرقوا ، فتبدلت جناتهم ويلات ، صحراء قاحلة تتناثر فيها الأشجار الخشنة البرية :
(وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)(١٦)! فالجنات التي كانت تأتيهم بكل نعمة غزيرة اشكالا وألوانا ، أصبحت لا تأتيهم إلّا خمطا : شجر الأراك ام كل ذي شوك ، وأثلا يشبه الطرفاء ، وشيئا قليلا من سدر ، فليأكلوا شائكا ، وطرفاء لا ثمر لها ، وسدرا قليلا!.
فتلك اصابة لهم في مأكلهم ومن هنا الى مسكنهم الطريف :
(وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) (١٨).
«.. قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم الى بعض ، وانهار جارية واموال ظاهرة فكفروا بأنعم الله عز وجل ، وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله ، فغير الله ما بهم من نعمة والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم وذهب
__________________
ـ وسلم) وما سبأ؟ ارض او امرأة ـ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم اربعة فاما الذين تشاءموا فلخم وجذم وغسان وعاملة واما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومدحج وأنمار فقال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أنمار؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة.