بسطه بما هم يبسطون وقدره بما هم يقدّرون ويقدرون! فمسألة بسط الرزق وقدره هي من أهم ما تحيك في صدور كثيرة ، فحين تتفتح الدنيا بزخارفها على المبطلين ، ويحرم بجنبهم الآخرون ، يخيّل الى الجهال ان الله ليس ليغدق على احد إلّا وله عنده زلفى ، ولا يغلق على أحد إلّا البعيدين عنها ، وذلك حين ما تختل الموازين والقيم ، وتختلط القيم الروحية والمادية فتخلف فوضويات من الظنون الرديئة ، ولكن :
(وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ)(٣٨).
ف ـ (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (١٨ : ٤٦).
فانما تقربكم الى الله زلفى ، (الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) الايمان وعمل الصالحات ، فالأموال والأولاد التي تستخدم لمرضات الله هي خير عند ربك ثوابا وخير املا (فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا) عملا مضاعفا فاصل الايمان وعمل الصالحات عمل ، والأموال والأولاد التي تستعملهم في صالحات عمل ثان (١) فما بقيت صالحة خيرة فلك منها ثواب ، وكما على الذين يعملون طالحات ، ويستعملون أموالهم وأولادهم في طالحات ،
__________________
(١) القمي ذكر رجل عند أبي عبد الله (عليه السلام) الأغنياء ووقع فيهم فقال (عليه السلام) اسكت فان الغني إذا كان وصولا لرحمة بارا باخوانه أضعف الله له الأجر ضعفين لان الله يقول (وَما أَمْوالُكُمْ ... إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا ...).