ونحن ـ كما تعلم ـ منها براء! فانها عبادة فاضية فوضاء.
(فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ)(٤٢).
«لا يملك» نفي استغراق في ذلك اليوم ، فالنفع والضر مسلوبان لكل احد عن كل احد عابدا ومعبودا إلّا الله ثم (لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) ذوق العذاب ف ـ (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)! وهنا تختم الجولة في قضية المبدأ والمعاد ، والى جولة لما بين المبدء والمعاد :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٤٣).
آيات بينات هي في دعواهم افك مفترى وسحر مبين ، مقابلة الحق المبين برواسب غامضة من آثار مضت وتقاليد غيرت دون قوام متماسك على اي أساس!
فآبائنا هم الأصلاء في هذا المسرح وسواه ، و (ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ) وكفاه كذبا ، ف «ما هذا إلا كذب مفترى» على الله إذ لا يرضى ان نترك آباءنا ـ.
ومن ثم في مواجهة عامة لآيات الله البينات (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ).
فثالوث القولة الفاتكة «ما هذا ـ ما هذا ـ ان هذا» تتبنى اصالة تقاليد الآباء لا لشيء إلّا أنهم آباء! أو لم يكن الآباء الموحدون الإبراهيميون هم من آبائهم؟ فليشكوا على أقل تقدير في دعوة التوحيد فيتحروا ويتخذوا الأحرى في عقولهم!.
وليتهم أوتوا من قبل كتبا يدرسونها ام أرسل إليهم من قبلك من نذير ،