حتى يرتكنوا في هذه السلبيات على ما أوتوا! ولكن :
(وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (٤٤) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٥))
فلقد عاشوا فترة انقطاع الوحي والرسالة ، فلا كتب يتعاهدون ولا رسل ، فان يكذبون هؤلاء فقد (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وهم أولاء (ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ) هؤلاء الغابرين من علم ومال وقوة (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ي عليهم على قوتهم من إهلاك وتدمير ، فما أنتم بشيء تذكرون وجاههم!
وقد كانت قريش تعرف بعض هذه المصارع الغابرة ، وهنا التهديد بتلك الغابرة ، ولكي تنتبه الأجيال الحاضرة (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)؟
كذلك (وَما بَلَغُوا) ما أرسلنا من نذير من قبلك ـ (مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ) الحاضرين في مسرح الرسالة المحمدية (صلى الله عليه وآله وسلم) فانه اوتى ما أتوا وزيادات خالدات (١).
(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ
__________________
(١) البرهان ٣ : ٣٥٣ ـ القمي في الآية قال : كذب الذين من قبلهم رسلهم وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).