هنا (يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) وهناك (يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) دون مكر ، وهنالك حسنات هي ـ بطبيعة الحال ـ خالية عن كل مكر ، حيث المرائي في حسنات ليست حسناته حسنات.
(يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) ابتغاء العزة منها وهي ـ في الحق ـ من اسباب الذلة ، و (يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) إراءة للضعفاء والمستضعفين انها هي اسباب العزة ، ذلك المكر الماكر يجعل من سيئاتهم عقبات متعديات ان يضل بها من لا يعقلون ، ويغتر بها من لا يشعرون وهنالك الطامة الكبرى!
لفاعل السيئات غفران ام عذاب غير شديد ، ولكن ماكر السيئات له عذاب شديد (وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) بائر غير سائر إلّا ردحا من زمن الامتحان (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)!
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)(١١).
(خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) هل تعني خلق الإنسان الاوّل وزوجه فاننا خلقنا بخلقهما و (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) تعني خلق سائر الإنسان إلا أبوينا الأولين؟ وقد يبعده (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) حيث الزوجة ابتدأت منذ الأولين المخلوقين من تراب! او تعني «خلقكم» كل الخلق أولا وأخيرا (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) إلّا الأولين ، ولكن (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) توخر الزواج عن الخلق من نطفة ، فتخرج الزواج الاوّل!
(ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) بعد (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) تختص الزواج بغير الأولين كما النطفة ، ولكنهما لا تخصصان (خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) بالأولين ، حيث